2- الناسخ و المنسوخ و نظرية النسخ

 هذه النظرية يرفضها دون تمحيص بعض علماء المسلمين لما لها من انعكاسات سلبية على ما يزعمونه من كمال القرآن. بالمقابل نجد أن التيارات الإسلامية الأكثر تشددا تتبناها و من جملتهم بعض المولانات من أمثال ديزاي. النظرية هذه ترتكز إلى حد ما إلى تعاليم القرآن نفسها كما يتبين من الآية التالية ّ : "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة البقرة الآية 106)

 في الفترة الآولى من تاريخ الإسلام كانت هذه الآية تدل على إمكانية "نسخ" (أي حذف و إلغاء) بعض المقاطع القرآنية في حين تنزل مقاطع أخرى تعتبر "ناسخة" أي معوضة لها. المفسران الكبيران البيضاوي و الزمخشري كلاهما أقر بأن الآجزاء المنسوخة يجب أن لا تقرأ و بأن الآحكام و الشرائع المبنية على أساسها يجب أن تعتبر لاغية. كان المعتقد السائد في ذلك الوقت أن جبريل (الملاك الذي يأتي بالوحي) هو الذي كان يزيلها من القرآن. رغم هذا نجد أنه في حالات عدة كانت الآجزاء المنسوخة تبقى في المصحف إلى جانب الآجزاء الناسخة.

 الآية التي قدَّمنا تُقر بالفعل بأن الله ينسخ بعضا من آياته و كلمة آية تعني هنا و في حالات أخرى النص القرآني نفسه كما هو مذكور في الآية 7 من سورة آل عمران (1) حيث يقال إن بعض آيات الكتاب محكمة أي إن معناها واضح في حين تعتبر آيات أخرى مجازية و هذا ما يسمى بالمتشابه (كذلك سورة هود الآية 1) (2)

 ليس هنالك مجال للشك في كون القرآن نفسه يشهد على إمكانية نسخ بعض من آياته و بما أن القرآن يرمز لنصوصه بكلمة "آيات" فإن التأويل القائل إن النسخ يتعلق بالنص القرآني نفسه لا يمكن أن يكون عليه أي اعتراض. كلمة "آية" وردت كثيرا في القرآن و قد تعني "علامة" أو "إشارة" من الله (يعني معجزاته الخارقة) لكن من المؤكد أنه ليست هذه هي الآيات التي نُسِخت. الأية المذكورة لا تتحدث إلا عن النص المكتوب إذ لا يمكن أن يكون إشارة إلى المعجزات التي كان الله يظهرها من أجل إنذار عباده لآنها أحداث تاريخية محضة وقعت ولا يمكن التراجع عنها بنسخها. العلماء المسلمون واعون كل الوعي بهذه الآمور لهذا يبقى السؤال مطروحا عن أي نصوص نتحدث كلما تعلق الآمر بالنسخ؟

بعض علماء المسلمين الذين ينكرون إمكانية نسخ القرآن يدَّعون أن النسخ الذي ذًُكر فيه يتعلق بالرسالات السماوية التي أنزلت لليهود و النصارى من قبل. هذا التأويل لا يقوم على أساس صحيح لأننا لا نجد في القرآن ما يدل على أن كلمة "آيات" هي وصف للتوراة و الإنجيل. و ليس هناك ما يوحي بأن الآيات السماوية السابقة قد نُسِخت, بالعكس تماما نجد أن القرآن يصف نفسه بعبارة "مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَِ" (سورة آل عمران الآية 3). فالقرآن إذا بشهادته نفسه لا يُعَد ناسخا لما سبقه من الرسالات السماوية بل بالعكس يدعي أنه جاء لإثباتها. هناك آيات تقول إن اليهود يجب عليهم أن يحتكموا للتوراة عوض اللجوء إلى محمد ليحكم بينهم (سورة المائدة الآية 43) (3)  و نفس الشيء طُلِب من النصارى (سورة المائدة الآية 47). (4)  في الآية 68 من سورة المائدة  (5) أمر القرآن كلا من اليهود و النصارى أن  يلتزموا بمبادىء التوراة و الإنجيل و بما جاءهم به أنبياءهم.

 النسخ الذي يتحدث عنه القرآن لا يمكن أن ينسب للكتب السماوية السابقة بل يتعلق كليا بنصوص القرآن نفسه. هكذا فُهِمت آية النسخ في العهد الآول للإسلام. الورطة بالنسبة للعلماء المسلمين المعاصرين تكمن في كون القرآن يَدَّعي أنه صادر عن "لوح محفوظ" (6) و السؤال الذي لا مفر منه هو : إذا كانت هنالك أجزاء من القرآن قد نُسِخت و حُذِفت فهل كانت هذه الآجزاء ضمن "اللوح المحفوظ"؟ إذا أجبنا بنعم فالنتيجة الحتمية هي أن المصحف الحالي ليس نسخة طبق الآصل لما يوجد في "اللوح المحفوظ" لأن هذا الآخير لا يمكن تغيير أي جزء منه لآنه كلام الله الآبدي. إذا أجبنا بلا فكيف أمكن أن توحى هذه الآجزاء المنسوخة لمحمد و تُعتبر من القرآن خلال فترة معينة قبل نسخها و هي ليست من "اللوح المحفوظ"؟ ها نحن إذا عُدنا إلى الفكرة العامية القائلة بأن نص القرآن قد حفظه الله من أوله إلى آخره و لم  يطرأ عليه أي تغيير مهما كانت درجة أهميته و لم يقع فيه كذلك أي "نسخ". العلماء المسلمون في محاولاتهم التأكيد على هذه الفرضية يلجؤون إلى تأويل خاطىء للآية 106 من سورة البقرة, تأويل لا يمكن اشتقاقه من ظاهر النص عكس ما فعل أسلافهم من المسلمين الآوائل الذين اعتبروا أن أجزاء من القرآن قد تم فعلا نسخها و حذفها من المصحف.

 هذه النظرية لا يتقبلها بعض العلماء المسلمين الآخرين لكن ليس لنفس الأسباب. فهي مثلا تُصَور الله كأنه إله يتراجع عن ما صدر عنه من قرارات سابقة كما لو كان معرضا لتغيير رأيه كالبشر أو لأنه يكتشف أفكارا أحسن ! بالرغم من هذا يجب أخذ النص القائل بالنسخ بمعناه الذي فُهِم على أساسه في بداية العهد الإسلامي بالإجماع و ليس كما يريده العلماء  المعاصرون خدمة لآهوائهم الذاتية.

 هنالك مقاطع قرآنية أخرى تدعم هذا التأويل, من بينها : "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ " (الآية 6  سورة النحل). هذه الآية تدل بوضوح على استبدال بعض النصوص بنصوص أخرى من القرآن نفسه فهي لا تقول إن الله استبدل كتابا معينا (التوراة و الإنجيل) بكتاب آخر بل استبدل آية بأخرى حيث تعني كلمة "آية" النصوص المكونة للقرآن و ليس الكتب السماوية السابقة. هذا بالذات السبب ,أي ادعاء أن الله قد استبدل بعضا من آياته القرآنية السابقة, الذي  دفع خصوم محمد لاتهامه بالتزوير لأنهم اعتقدوا أن مسألة النسخ هذه لم تكن سوى ذريعة لتبرير نسيان محمد لنصوص سابقة أو لتغيرها عمدا.

 الآن بعدما بيننا أن القرآن نفسه يعترف أن بعضا منه قد تغير يمكن للمرء أن يعتقد أن التسليم بهذه المسألة كاف للبرهنة على أن القرآن الحالي غير مكتمل. هذا بالفعل ما يعيه العلماء المسلمون الحديثون لذلك ينكرون نظرية النسخ لآنها تؤدي بهم إلى ما لا تحمد عقباه. من المحقق أن القرآن لا يمكن اعتباره صورة طبق الآصل لما جاء به محمد دون زيادة أو نقصان. بالرغم من هذا نجد أن ديزاي يستعمل نظرية النسخ هذه للبرهنة على كمال القرآن !  يقول مولانا : "كون الله تعالى قد نسخ بعضا من الآيات في زمن رسول الله (ص) حين كان الوحي لا زال يأتيه أمر معروف عند الجميع... كلما أعلن رسول الله (ص) أن آية قد نسخت فلا يمكن حينئد إدخالها في المصحف." (ديزاي,  ص 48.49). استدلال كهذا يزعم أن المقاطع المفقودة من القرآن التي تتحدث عنها الآحاديث يجب أن لا تعتبر كبراهين على عدم كمال القرآن أو على تحريفه. تفترض هذه النظرية أن كل جزء من القرآن لم يتم ضَمُّه للمصحف وقت جمعه أو ألغي لسبب آخر وجب أن يكون الله قد نسخه. لهذا فلا شيء من القرآن قد فُقِد لأن ما وصلنا هو كل ما أراده الله أن يصلنا من القرآن. عمر نفسه حار في الآمر حين علم أن نصوصا لم يكن يدريها كان يقرأها الصحابي أبي بن كعب ذو المعرفة الواسعة بالقرآن و هذا ما جعله يستنتج أنها قد نُسِخت : " حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ أُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ لَحَنِ أُبَيٍّ وَأُبَيٌّ يَقُولُ أَخَذْتُهُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا أَتْرُكُهُ لِشَيْءٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) " (صحيح البخاري كتاب, فضائل القرآن, الحديث 4621) (7)

من البديهي أن أُبي كان مقتنعا أنه لا يجب ترك ما تَعَلََّمه من محمد مباشرة و الملجأ الوحيد لتفسير وجود تلك اللآيات التي استمر في قرآءتها هو اعتبارها منسوخة.

ورد في الحديث ذكر حالة صريحة لآية لا توجد في المصحف الحالي و تعتبر في عداد ما نُسِخ. لمّا كان محمد بالمدينة جاءه بعض من الأعراب الذين كانوا موالين له طالبين منه أن يناصرهم على أعداءهم. و بالفعل أرسل محمد سبعين من الآنصار لمآزرتهم فقاموا بقتلهم في مكان يدعى " بئر معونة". رُوِى في صحيح البخاري :"حَدَّثَنِي عَبْدُالْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا "سَعِيد"ٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوٍّ فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ قَالَ أَنَسٌ فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا وَعَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيَانَ زَادَ خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّ أُولَئِكَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا كِتَابًا نَحْوَهُ" (صحيح البخاري كتاب المغازي الحديث 3781).  (8)

 يفيدنا هذا الحديث أن آية ما كانت بالتأكيد جزأ من القرآن و تم نسخها لاحقا. (9) هذا الحديث يعتبر مشهورا فقد ورد عند كل من بن سعد و الطبري و الواقدي و مسلم (10) (Noeldecke, Geschichte, 1.246). بخصوص هذه الحادثة يقول السيوطي استنادا إلى الصحيحينو نزل فيهم قرآن قرأناه حتى رُفِع" (الإتقان-الجزء الثاني ص 55) (انقر هنا)  و هذا دليل إضافي على أن النص المذكور كان في الآصل جزأ من القرآن. المشكلة هنا و كذلك فيما يخص الآيات الآخرى التي يعتبرها الحديث منسوخة هو أن المرء لا يجد سببا واضحا للنسخ  و لا يدري ما هي الآية التي هي "أحسن منها أو مثلها" التي جاءت لتعوضها. لأن القرآن يعلن  بصراحة في آيتين (106.2 و 101.16) أن الله يبدل الآيات الآصلية بما هو "خَيرُُ مِّنْهَا أَوْ مِثْلُهَا". فهكذا نجد أنه ذكر لنا في الآية 219.2 أن الخمر له محاسن و له مساوء و في الآية 43.4 أمر المسلمين أن لا يقربوا الصلاة و هم سكارى. و في النهاية تقرر في الآيتين 5.93-94 أن الخمر محرم قطعيا. الآيتين الآخيرتين تعتبران ناسختين للآيتين السابقتين رغم بقاءهما في القرآن. هذا مثال منطقي لما يجب أن نصادفه في القرآن باعتبار أن كل آية نُسِخت إلا و وُجِدت آية لتكون مكانها.

 الحديث الذي ذكرنا حول قتلى بئر معونة لم يذكر لنا الآية التي نزلت مكان الآية المنسوخة. (11)  نفس الشيء نلاحظه بالنسبة للآيات الأُخر التي ذكرنا, ما الذي عَوَّضها؟ أين الناسخ الذي وجب أن يأتي مكان المنسوخ؟

من المعقول أن نعتبر أن أغلب الآيات التي قيل إنها رُفِعت من المصحف قد تكون إما أُُهملت أو لم تكن معروفة لدى الصحابة أو ببساطة نُسيت (مثال ذلك المقطع الذي قال أبو موسى إنه كان يحوي الآية المتعلقة بطمع بني آدم-صحيح مسلم- كتاب الزكاة - رقم 1740) (12) . محاولة ديزاي لتفسير سقوط آيات من القرآن بنظرية النسخ ما هي إلا محاولة يائسة للتغطية على ما شاب عملية جمع القرآن من سلبيات جعلت المصحف المتداول حاليا لا يتسم بالكمال. لِنُتِم هذا الفصل بعرض نصين مشهورين كان ضمن القرآن حسب المراجع الإسلامية الموثوقة و تم حذفهما خلال عملية جمع المصحف.


(1) هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ ت َأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ

(2) الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ

(3) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ

(4) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

(5) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

(6) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ( سورة البروج الآية 22)

(7) ورد نفس الحديث في كتاب تفسيرالقرآن من صحيح البخاري (4121) و مرتين في مسند الأنصار للإمام أحمد بن حنبل ( 20172-20173)

(8) في موضع آخر :  "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا يَعْنِي أَصْحَابَهُ بِبِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا حِينَ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَلَحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا فَقَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ" (صحيح البخاري كتاب المغازي الحديث 3786)

(9)  بَلِّغُوا قَوْمَنَا فَقَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ

(10) نص حديث مسلم هو كالتالي : "و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَلِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنَسٌ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ" (صحيح مسلم كتاب المساجد الحديث 1085)

(11) يحق للمرء أن يتسائل ما الذي يمكن أن ينسخ آية تتناول حادثة وقعت كحادثة بئر معونة. لقد رضي الله عن أصحاب بئر معونة بعد موتهم فهل يجوزأن يغير رأيه و يغضب عليهم دون ذنب ارتكبوه؟  إن كان هناك سبب فكيف أمكنهم أن يفعلوا ما يغضب الله و هم موتى؟

(12)  حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ فَاتْلُوهُ وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
 

رجوع