شبهات وهميَّة حول نبوَّة يونان

قال المعترض: »جاء في يونان 1:1 »وصار قول الرب إلى يونان بن أمِتّاي« فيكون أن ما جاء في سفر يونان مثلاً وليس حقيقة تاريخية«.

وللرد نقول: هناك براهين كثيرة على أن الحوادث المذكورة في سفر يونان هي حقائق تاريخية، منها:

(1) الذين ينكرون تاريخية أحداث سفر يونان هم الذين ينكرون المعجزات والوحي.

(2) أورد سفر 2ملوك 14:25 ذكر يونان بن أمتّاي كنبي تحققت نبواته. ومن المعروف أن سفر 2 ملوك سفر تاريخي، يورد حقائق تاريخية.

(3) قال المسيح: »كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال« (متى 12:40). وهذا القول نبوَّة من المسيح بموته وقيامته، وقد تحققت النبوَّة. ولا يمكن أن يقيس المسيح حقائق تاريخية عن موته وقيامته على حقائق غير تاريخية هي وجود يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال.

(4) أظهرت الحفريات الحديثة وجود قبر في شمال فلسطين هو قبر النبي يونان، كما وُجدت عملات معدنية قديمة تحمل رسم إنسان يخرج من فم حوت.

قال المعترض: »جاء في يونان 3:3 »أما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله، مسيرة ثلاثة أيام«. وهذه مبالغة، لأن الإنسان يسير ما بين 90 و120 كيلومتراً في ثلاثة أيام. ولم توجد مدينة في العالم القديم بلغ قُطرها ما بين 90 و120 كيلومتراً«.

وللرد نقول: لم يقُل سفر يونان إن قُطر نينوى كان مسيرة ثلاثة أيام، بل المعنى المقصود أنه قضى ثلاثة أيام يسير في مختلف أحيائها واعظاً ومنذراً. وتسند الآية الرابعة هذا الرأي، فهي تقول: »فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد، ونادى وقال: بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى«.. كما أن التعبير »مسيرة ثلاثة أيام« يعني أن محيط دائرة المدينة 90 كيلومتراً، فيكون أن قطر دائرة المدينة نحو 28 كيلومتراً، وهذا يتناسب مع القول إن في نينوى أكثر من 120 ألف طفل لا يعرفون يمينهم من شمالهم، بالإضافة إلى البالغين (يونان 4:11).

قال المعترض: «جاء في يونان 3:4 إعلان يونان بخراب نينوى. ولكن الله ندم عن الشر الذي أعلنه على نينوى فلم يصنعه. وهذا يبرهن أن يونان كان نبياً كاذباً، بحسب ما جاء في التثنية 18:21 و22 والذي يقول إننا نعرف صدق النبي من تحقيق ما يعلنه، ونعرف كذبه من أن ما يقوله لا يحدث».

وللرد نقول: ما أعلنه يونان كان إنذاراً لنينوى الظالمة بالخراب، لأنها بعيدة عن الله. فكان الخراب مرتبطاً بالظلم. فلما تابت نينوى لم يعُد هناك داعٍ لإيقاع الخراب بها. صدق نبي الله يونان في إعلان الخراب، وصدقت رسالة الله التي جعلت الأشرار يتوبون ويرجعون عن شرّهم.

قال المعترض: »جاء في يونان 3:6 »بلغ الأمر ملك نينوى« مع أن لقب الملك هو »ملك أشور«.

وللرد نقول: كان معروفاً ومشهوراً في العالم القديم أن نينوى عاصمة مملكة أشور، وأن ملكها هو إمبراطور المملكة الأشورية. فالقول »ملك نينوى« يحمل معنى »ملك أشور«. وقد لُقِّب الملك أخآب في 1ملوك 21:1 أنه »ملك السامرة« مع أنه ملك مملكة إسرائيل التي كانت عاصمتها مدينة السامرة.

الفصل التالي    الفصل السابق


شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس

كتب أخرى

الرد على الإسلام